يقول السائل: هل خرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الدولة العثمانية؟ وما الجواب على من يأتي بشبهة أنه خرج على الدولة العثمانية … إلخ
الجواب:
يُقال إن القول بأن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- خرج على الدولة العثمانية قولٌ باطل وعاطل، وذلك لأمور:
الأمر الأول:
أنه لا دليل يُثبت أن نجدًا كانت تحت حكم الدولة العثمانية، فليس هناك ما يُثبت هذا، ومن أراد أن يُثبت هذا فيلزمه الدليل، ولا دليل على هذا، لذا إذا لم يثبت أن نجدًا تحت حكم الدولة العثمانية فكيف يُقال إن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- قد خرج عليها؟
الأمر الثاني:
قد ذكر بعض من كتب في دواوين الدولة العثمانية وألَّف بعضهم رسالة في ذلك، وفيما يتبعها من المدن والجهات، فإنهم لم يذكروا نجدًا من تلك الجهات والمدن، كرسالة: (قوانين آل عثمان در مضامين دفتر ديوان).
والمراد بهذا العنوان: قوانين آل عثمان فيما يتضمنه دفتر الديوان، مؤلفه: يمين علي أفندي، وقد كان أمينًا للدفاتر، فها هو قد ذكر الجهات التي تتبع الدولة العثمانية ولم يذكر نجدًا، وهو من العثمانيين، ومع ذلك لم يذكره.
الأمر الثالث:
إن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- ممن يُقرر كثيرًا أنه لا يرى الخروج، وأن الخروج لا يجوز وأنه خلاف معتقد أهل السنة، فقد ذكر -رحمه الله تعالى- كما في الرسائل الشخصية قال: ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به أو غلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته وحرُم الخروج عليه.
فها هو يُقرر -رحمه الله تعالى- حرمة الخروج، وقال أيضًا في المصدر نفسه: الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلَّب على بلد أو بلدان له حكم الإمام في جميع الأشياء، ولولا هذا ما استقامت الدنيا.
إلى غير ذلك من كلامه الكثير، فلذا هو -رحمه الله تعالى- لا يرى الخروج ويُبيِّن أنه بدعة وضلالة، فكيف يُنسب إليه ولا دليل عند من ينسب مثل هذا إلى دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى رحمة واسعة-.
ومن أراد الاستزادة في مثل هذا فليرجع إلى كتاب: (عقيدة محمد بن عبد الوهاب وأثرها في العالم) للشيخ العبودي، وليرجع إلى كتاب : (تاريخ البلاد العربية السعودية) للدكتور منير العجلوني.
أسأل الله أن يُعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.