يقول السائل: امرأة طهرت من الحيض، وذهبت إلى مشغل النساء، وغسلت رأسها دون باقي الجسم، وبعدها ذهبت إلى البيت غسلت بقية الجسم بدون الرأس، هل هذا الغسل جائز؟
يُقال جوابًا عن هذا السؤال: قد ذهب جماهير أهل العلم إلى أنه لا يشترط في الغسل المولاة، كما يشترط في الوضوء، بحيث إنه لا يجف العضو الذي قبله، بل الغسل لا يتشرط فيه الموالاة؛ لأنه لا دليل على ذلك، فلو أن مغتسلًا من الجنابة أو أن مغتسلة من الحيض، غسلت رأسها ثم أكملت باقي الجسد بعد، أو العكس، فإن هذا مجزئ، وهو غسل شرعي، كما ذهب إلى هذا جماهير أهل العلم، وهو الصواب؛ لأنه لا دليل على اشتراط الموالاة في الغسل؛ والأصل عدم الشرطية إلا بدليل.
لكن أنبه إلى أنها تغسل رأسها بنية أنه رفع للجنابة، فلو غسلت رأسها بنية التنظيف، ثم بعد ذلك أكملت الجسد بنية رفع الجنابة، فهذا لا يصح، لا بد أن تضيف إلى البدن غسل الرأس.
فإذًا غسل رأسها يكون بنية رفع الجنابة؛ لحديث: «وإنما لكل امرئ ما نوى»، أخرجه الشيخان من حديث عمر.
لكن لو أنها غسلت رأسها بنية التنظيف، ثم بعد ذلك رجعت، وأكملت، وغسلت بدنها بنية رفع الجنابة؛ فإنه يجب عليها أن تعيد، أن ترجع، وتغسل رأسها بنية رفع الجنابة، وأظن هذا واضحًا إن شاء الله تعالى.