يقول السائل: بدأ للإباضية نشاط وقوة عندنا في ليبيا، فما عقيدتهم وما نصيحتك؟
الجواب:
إن الكلام على معتقد الإباضية يطول، لكن المعتاد في مثل هذه الأجوبة أن يكون الكلام مختصرًا، فأشير إلى بعض الأمور باختصار، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ينبغي أن يُعلم أن هؤلاء الإباضية على عقيدة بدعية ضالة مخالفة لاعتقاد أهل السنة، وأسباب ذلك كثيرة وأشير إلى بعضها باختصار:
الأمر الأول: أن الإباضية يعتقدون أن القرآن الذي هو كلام الله أنه مخلوق، وهذه عقيدة كفرية توارد أئمة السنة على تكفير من اعتقد ذلك لأنه مخالف للقرآن، ولأن له لوازم قبيحة منها أن يعتقدوا أن الله سبحانه مخلوق والعياذ بالله، فإن المخلوقات لا تكون صفة إلا للمخلوق، وإذا قالوا إن القرآن مخلوق والقرآن صفة من صفات الله فلازم هذا أن يكون ربنا سبحانه وتعالى مخلوقًا والعياذ بالله.
الأمر الثاني: يعتقد الإباضية أن الله لا يُرى يوم القيامة وفي الجنة، وهذا النعيم وهو رؤية الله أعظم نعيم في الجنة، قال تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ روى الإمام مسلم عن أبي يحيى صهيب الرومي أن النبي ﷺ فسر الزيادة بالنظر إلى وجه الله الكريم.
وأخرج البخاري ومسلم عن جرير بن عبد الله البجلي أن النبي ﷺ قال: «إنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته»، إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي قررها أهل السنة.
الأمر الثالث: يعتقد الإباضية أن صاحب الكبيرة خالد مخلد في النار، ويحاولون أن يُراوغوا وأن يُدلسوا وأن يلبسوا على الناس، فيقولون في الدنيا هو كافر كفر نعمة ولا يقولون هو كافر، ولا يقولون في الدنيا إنه خارج من ملة الإسلام، لكن إذا مات على كبيرة فإنه يكون خالدًا مخلدًا في النار مثله كمثل أبي لهب وأبي جهل والعياذ بالله، هذا اعتقاد خطير شنيع لو علم به الناس لنفروا منهم غاية النفور.
الأمر الرابع: للإباضية كلام سيء قبيح في صحابة رسول الله ﷺ إن الإباضية يقدحون في ذي النورين عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ويقدحون في الخليفة الراشد الرابع علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وخال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- فهم سبابة وقادحون في الصحابة، بل يكفرون جمعًا من هؤلاء الصحابة.
فاتقوا الله هل يصح أن يسكت عن هؤلاء القوم الذين يعتقدون في صحابة رسول الله ﷺ هذا الاعتقاد ؟ أو أن يُغتر بهم أو أن يُزين من حالهم؟ كلا والله لا يفعل ذلك إلا من يجهل حالهم أو من كان رقيق الدين ضعيف التقوى والخوف من الله رب العالمين.
وهم يزعمون كذبًا أنهم تبعٌ لجابر بن زيد التابعي المعروف -رضي الله عنه- وقد ذكر الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى- في كتابه (تهذيب التهذيب) أن عزرة قال: دخلت على جابر بن زيد فقلت: إن هؤلاء القوم ينتحلونك -يعني الإباضية- فقال: أبرأ الله من ذلك. وصدق رضي الله عنه ورحمه، لعلمه بضلال هؤلاء الإباضية فقد تبرأ منهم.
فأنصح إخواني في ليبيا وفي الجزائر وفي غيرهما ممن يوجد فيهم هؤلاء الإباضييون أن يحذروهم وأن يُحذروا الناس منهم، بل وأن يُحذر المسلمون أجمعون منهم ولو لم يوجدوا في أرضهم من باب أن الوقاية خير من العلاج، فيجب أن نحذرهم وليكن لأهل السنة نشاط وقوة في التحذير منهم.
ومما يُؤسف أن بعض أهل السنة ينشغل بعضهم ببعض في أرض يوجد بها إباضية بل ويوجد لهم نشاط، فينبغي لأهل السنة أن تجتمع كلمتهم وأن يكونوا يدًا واحدة في التعاون على البر والتقوى وأن يواجهوا الزحف الإباضي، فوالله لو اجتمع أهل السنة فإن في اجتماعهم قوة ورضى لله سبحانه وتعالى وفيه دحض لهؤلاء المبتدعة من الأباضية وغيرهم، فحذروا الناس منهم يا إخواني وكونوا بصيرين بضلالهم.
أسأل الله أن يجمع أهل ليبيا على التوحيد والسنة وأن يعم بلادهم بالأمن والأمان ورغد العيش ورضى الرحمن، وأسأله أن ينقي بلادهم من هؤلاء الإباضية ومن غيرهم من أهل البدع، وأن يستجيب هذه الدعوات في جميع بلاد المسلمين، إنه أرحم الراحمين، وجزاكم الله خيرًا.