بم تحفظ البلاد؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد:
من أعظم أسباب حفظ بلادنا من
الشرور والفتن:
١- امتثالُ أوامر الله عز وجل وتقواه.
قال سبحانه :
(ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض).
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار).
فإن أحسنا خُلُقَنا مع الله أولًا ثم مع الناس ، وأدينا حق الجوار فإن ذلك مما يعمر بلادنا ، وبه تزين.
وإن عصينا الله ، وساءت أخلاقنا مع الناس ، والمجاورين ستخرب بلادنا وتشين.
وما من قوم كثر فيهم مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم وهديه إلا كتب الله عليهم الذلة ، وجعلهم في أعين النار ذليلين مستحقرين.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(وجعل الذل والصغار على من خالف أمري).
وللذنوب شؤم على صاحبها
والأرض التي يعيش عليها ،
فإن من أعظم حقوق الوطن الذي فيه نسكن ونعيش أن لا نعصي الله فيه.
فقوم ثمود لمّا عصوا ربهم أخذتهم الرجفة ، ونهي عن دخول مساكنهم بعد موتهم
نسأل الله الهداية والرشاد.
٢- نجاة أهل كل بلد مرتبط بوجود العلماء ، فذهاب العلماء هلاك للناس.
قال سعيد بن جبير : علامة هلاك الناس إذا هلك علماؤهم.
وإن بلادنا تفتقر إلى علماء إليهم يرجع الناس في الحلال والحرام ، فهم صمام أمان بعد الله عز وجل ، وبهم يدفع شر كثير ، ويحصل خير وفير.
فكما يُحرَص على إيجاد أطباء بارعين ومهندسين حاذقين ؛ لنحرص على إيجاد علماء للدين حافظين وللبلاد من الفتن مبينين .
قال ابن القيم رحمه الله:
ولما كان قيام الإسلام بطائفتي العلماء
والأمراء وكان الناس كلهم لهم تبعا ، كان صلاح العالم بصلاح هاتين الطائفتين وفساده بفسادهما ، كما قال ابن المبارك:
صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس واذا فسدا فسد الناس ، الملوك والعلماء
وجاء في الحديث المتفق عليه: «إِنَّ اللهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقَ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا».
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه / أحمد بن جاسم الباكر