في العيد يزور المؤمنون إخوانهم من أقارب وأرحام وأصدقاء وجيران وزملاء وأصهار وعلماء وأهل فضل ..
يلتقون ويتبادلون الكلمات الطيبة .. ويهنئ بعضهم بعضاً ..
وإن من سنة خير الأنام وشعائر الإسلام الاجتماع على الطعام في العيدين وأيام التشريق ..
.. هذا ما يحرص عليه المسلم وتحرص عليه المسلمة.. وهو من شعائر المسلمين في العيدين …
أما شد الرّحال لزيارة الأضرحة وقبور شيوخ التصوف والاجتماع حولها بما يسمونه (حوليّة) أو (زيارة) .. حيث يحدد أهل كل طريقة يوماً معيناً سنوياً في أيام العيد يجتمعون فيه في ساحات تلك القبور ويحصل في الاجتماع ما يحصل من الأذكار المبتدعة والضرب على الطبول و«النوبات» وغيرها .. فإن كل هذا من البدع المحدثة في دين الله ..
إن هذا العمل وأشباهه مما لم يشرع في دين الله .. وهو عمل مردود غير مقبول ، قال رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم : (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)
وصاحبه يرتكب عملاً وصفه النبي عليه الصلاة والسلام بأنه : (شر الأمور) ..
أما إذا دعا أولئك الزائرون أولئك المقبورين في تلك القباب والمزارات وطلبوا منهم الغوث والعون فإنهم يقعون في «الشرك الأكبر» المخرج من ملة الإسلام والعياذ بالله..كقولهم يا ود حسونة .. أو مدد يا ميرغني .. أو يا أبو نور الدائم .. أو ألحقنا يا مكاشفي .. أو غوث يا برعي .. أو يا أبو شراء .. وغيرهم ممن نصبت لهم القباب وكسيت قبورهم بالتوابيت ليشرك بها من دون الله …
ويصبح هؤلاء الذين يعملون هذا العمل ~ إما لعاطفة مجردة وإما تقليداً أعمى وإما امتدادا لما كان يفعله آباؤهم وإما تلبية لرغبة النفس وسد حاجتها في جانب وجداني أو اجتماعي ~ يصبحون قد تركوا بيوتهم وأهلهم وأطفالهم في العيد ودفعوا أموالاً وأشغلوا أوقاتهم في موسم العيد ولم يجنوا من ذلك سوى ما يغضب ربهم عليهم ..
إن النصيحة واجبة أيها الإخوة .. وأيتها الأخوات ..
والبراءة من هذه البدع لا تكفي وحدها ..
وإنما القيام بالنصح والاجتهاد في ذلك قدر الإمكان .. والله المستعان ..