صالح المغامسي يأخذ
بنصيحة حسن فرحان المالكي الرافضي !!!
https://youtu.be/pN4xapSzu-s
الحمد لله رب العالمين .
وبعد :
اطلعت على البيان والإيضاح الذي أدلى به الشيخ المغامسي هداه الله إلى الحق ، ليبرر كلامه حول الفِرق المنحرفة كالرافضة والإسماعلية والإباضية ، والذي قد حاد عن الصواب فيه ، ومع الأسف لم يستكن ولم يتراجع، وليته سكت واكتفى بخطئه وزلته الأولى ، ولكنه زاد الطين بله.
ولي على بيانه وإيضاحه عدة وقفات.
الوقفة الأولى: ذكر في بيانه وإيضاحه الذي أدلى به فقال: إني قصدت في خطابي هذا
(الإسماعيلية) الموجودين في جنوب المملكة بنجران، وهؤلاء التقيت بهم وأرى أنهم ( مسلمون ).
قلتُ: إذن ما حكم الإسماعلية على وجه العموم والروافض، والإباضية الذين لم تلتق بهم ، والعجيب أنه ذكر بعض الإسماعلية واستثناهم لأنه التقى ببعضهم ،ولم يستثن الرافضة والإباضية هل لأنهم على هدى أو على كتاب منير ، أو أنه تعاظم أن يتراجع واكتفى ببعض الإسماعلية الذي زعم أنه التقى بهم ؟ !!! .
الوقفة الثانية : أتعجب من قوله غاية العجب إذ لا يقول به طالب علم متبع فضلا عن عالم عاقل ، وهو قوله “إني قصدت في خطابي هذا (الإسماعيلية ) الموجودين في نجران أرى أنهم ( مسلمون) أما ما ذكره العلماء في أزمان متقدمة عن الإسماعيلية وفرقها ومللها فهذا لا يشمله خطابي”.
ويرد على قوله من وجهين.
الوجه الأول :
إن إخراج إسماعيلية نجران من مسمى الإسماعيلية، وأن الإسماعيلية على قسمين متأخرة ومتقدمة ، وأن المتأخرة مسلمة موحدة ويشمله خطاب المغامسي ، وأن المتقدم على عقيدة منحرفة لا يشمله خطابه ، والله إن هذه قسمة ضيزى’ ، وأمر عجيب ، وغريب ، ومخالف لما عليه العلماء ، والذي سلكه المغامسي ليس بتحقيق علمي صحيح ، وإنما هو عبث وتخبط وخلط وتلبيس بين الحق والباطل ، لأن الإسماعيلية فرقة لها أصولها ومعتقداتها وكتبها وعلمائها ولا تختلف هذه العقيدة باختلاف الزمان والمكان إذ لا يصح في الأذهان أن هذه العقيدة في زمن تكون صحيحة وفي زمن تكون فاسدة ،
ولا شك أن من انتسب لها فقد أنتسب إلى أصولها العقدي وفروعها العملي ، وقد رد علماء السنة على أصول الإسماعيلية وهذه الردود مبسوطة في كتب الفِرق ،
وحذر العلماء من هذه الفِرقة لأنها تحمل في طياتها كثيرا من البدع الكفرية والضلالات، ولم يقل به أحد من أهل العلم ولا من طلابه “أي هذا التقسيم” الذي قسمه المغامسي ، وإنما محدث وقائله يسلك سبيل عدنان إبراهيم وحسن فرحان المالكي اللذان لطالما تسترا بلباس أهل العلم والسّنة حتى عرف الجميع انحرافهما وذلك بسبب فلتات ألسنتهما ، وهو مصداق قوله تعالى (وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ) والعجب أن حسن فرحان المالكي الرافضي الذي يسب الصحابة قد اعترف هو بنفسه بتغريدة أنه هو الذي حرض المغامسي على مثل هذا الطرح !!!.
الوجه الثاني:
اللقب إذا أطلق فقيل هذا إسماعيلي أو هذا رافضي أو هذا من أهل السنة مثلا ، دل اللفظ أو اللقب على ما هو عليه هذا المنتسب من اعتقاد وأصول وفروع لهذه الفرقة التي انتسب لها ،
ولو قال رجل رأيت نصرانيا ، فلا يمكن لعاقل أن يفهم من لفظ “نصرانيا” أنه موحد ، وعلى عقيدة صافية من شوائب البدع والشرك !!!!
بل سيفهم العاقل من لفظ ” نصرانيا” أنه يقول بالتثليث ويؤمن بعقيدة النصارى’ .
فإذا خالف أصولها العقدية وأحكامها العملية فإنه لا يصح أن ينسب إليها .
ومثلا : رجل يهودي أسلم لا نقول عنه هذا يهودي نقول هذا مسلم ،
أو رجل رافضي ثم ترك سب الصحابة وأخذ يترضى عليهم ويظهر حبهم وحب أم المؤمنين عائشة وترك القول بتحريف القرآن وترك الاعتقاد بالولاية أنها ركن من أركان الإسلام وغسل رجليه في الوضوء وأخذ أحاديث الصحاح والسنن الصحيحة وترك الغلو والطواف حول القبور إلى آخره من العقائد الفاسدة ، هل يقال بعد ذلك إنه رافضي ؟
لا يصح أن ينسب هذا إليهم بعد إنه ترك أصولهم ولهذا يتبين لك خطأ المغامسي لما أثنى على الإسماعيلية بناء على مجموعة أو أفراد التقى بهم إلا إذا هؤلاء تركوا مذهبهم وأعلنوا البراء من عقائدهم !!!!
ولو قال رجل رأيت يهوديا، أو بعض اليهود في قرية نجران وأظهروا لي الإيمان بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وآمنوا برسالته ، هل يصح أن يقول إن اليهود مؤمنون بناء على إيمان هذه المجموعة ؟! ، وإذا أنكر عليه أهل التوحيد لجأ إلى حجة ليبرر خطابه ومقولته ، وحتى لا يزحزح مكانته عند الناس يقول لهم “إني قصدت في خطابي هذا (اليهود ) الموجودين في نجران أرى أنهم ( مسلمون) أما ما ذكره العلماء في أزمان متقدمة عن اليهود وفرقها ومللها فهذا لا يشمله خطابي”.
لا يمكن لعاقل وعلى جانب من العلم الشرعي ولو بقليل أن يقول بمثل هذا القول أو يصدق بهذا القول إلا إذا كان ساذجا . وكان الواجب إن ينسب هذه المجموعة اليهودية التي آمنت إلى الإسلام لا إلى اليهودية .
ولذلك عاب الله على اليهود والنصارى حينما نسبوا إبراهيم إلى اليهودية أو النصرانية وهو لا ينتسب إلى أصولهم ولا إلى معتقداتهم الباطلة فقال تعالى ( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ).
ولهذا قال تعالى منكرا هذه الفرية والبهتان: «أفلا تعقلون».
الوقفة الثالثة: يكرر المغامسي هذا الحديث من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا ، فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله.
هذا الكلام حق وهو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن من الخطأ أن نطبقه على كل أحد واقع في نواقض الإسلام فمن أتى بناقض من نواقض الشهادتين فلا تنفعه الشهادتان ، حتى وإن تلفظ بها واستقبل قبلتنا ، فالمغامسي يعلم بأن التوحيد والإيمان له نواقض ، كما يعلم أن للوضوء نواقض .
وإنما نطبق الحديث على المسلم الذي سلم من نواقض التوحيد .
فكتب الإسماعيلية وكتب الرافضة والإباضية وأصولهم تنافي كلمة التوحيد وتنقض الشهادتين .
وكل من اعتقد صحة أصول مذهب الإسماعيلية والإباضية والرافضة فهو واقع في جهالات تنافي ما في خطابه من العلم الذي يدّعيه .
والله المستعان .
كتبه / د. فيحان الجرمان أبو محمد .