ماذا تعرف عن الجفري؟
فيقال جوابًا على هذا السؤال: إن المسمى بالحبيب الجفري قد ضل وزاغ في أبوابٍ عدة، ومسائل كثيرةٍ من الشريعة، وحصرُها يطول، لكن أشير إلى بعضها على عُجالة:
الأمر الأول: فيما يتعلق بتوحيد الربوبية، هذا التوحيد الذي يقرُّ به كفار قريش كأبي جهل وأبي لهب، فإن الله أخبر عنهم أنهم يقولون إن الخالق هو الله وحده، كما قال سبحانه:﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْخَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ [الزمر:38].
ومع وضوح هذا التوحيد، حتى إن كفار قريش أقروا به إلا أن الجفري قد ضل وزاغ في هذا النوع من التوحيد، فقرَّر كما هو مثبتٌ عليه، وهو موجود في مقطع في اليوتيوب أنه يقول: يمكن للولي أن يخلق ولدًا بلا أب، فهذا شركٌ واضحٌ في توحيد الربوبية الذي أقرَّ به كفار قريش.
الأمر الثاني: فيما يتعلق بتوحيد الألوهية، فالشرك فيه، ودعوته للشرك فيه كثيرًا، ومن ذلك أن هناك مقطعًا باليوتيوب، يردّد الجفري فيه “مدد مدد يا رسول الله”، أو “مدد مدد يا ولي الله”، أو عبارة نحو هذه، ينادي النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره، وهذا من الشرك الأكبر -عافاني الله-.
وهو الشرك في توحيد الألوهية، فإن معنى مدد: أي دعاء، يعني: أطلب منك المدد والعون؛ وطلبه من الأموات شركٌ أكبر، وهو الشرك الذي كفَّر الله به في كتابه كثيرًا، ومع ذلك يأبى الجفري إلا أن يقع في هذا الشرك، وزاد السوءُ سوءًا بأنه لم يكتفِ بوقوعه فيه بل صار داعيةً إليه، عافاني الله وإياكم.
الأمر الثالث: عند الجفري خرافات، وكلامٌ ساقطٌ، لو كان ذا عقلٍ لما تكلم به.
ومن ذلك: أنه ذكر: أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه قطع يد رجلٍ في سرقة، ثم لما قطع اليد في قصةٍ ذكرها الجفري، جاء علي رضي الله عنه وأرجع يد الرجل إليه بعد أن قطعت، وهذا من خرافاته، وهذه قصة لا سند لها صحيح، ولا يصح أن تُنسب لعلي رضي الله عنه وأرضاه، فإن هذا السارق استحق شرعًا أن تقطع يده، فكيف يأتي عليٌ رضي الله عنه ويرجعها؟ ثم كيف ادعى هذا على عليّ، وليس هناك ما يثبته عنه؟ وإنما هي خرافات الجفري – عافاني الله وإياكم-.
الأمر الرابع: أن عند الجفري غلوًا شديدًا في التصوف، وهذا يردده كثيرًا، ويدعو إليه ويشيد بالطرق الصوفية الشركية، عافاني الله وإياكم، حتى إنه في مقطعٍ موجود باليوتيوب، ذكر أن سبب نجاح جماعة الإخوان المسلمين والتبليغ أنها قامت على دعوات صوفية، وأخذ يشيد بالطرق الصوفية، ولو كان ذا عقلٍ ودين لاستحى أن يقول ذلك؛ لأن فشل جماعة الإخوان المسلمين والتبليغ ظاهر، ومخالفتهم للشريعة أظهر، فقد عاقبه الله بأن أراد أن يمدح التصوف بشيءٍ، ولو دقق فيه لعلِم أنه ذمٌ للتصوف.
وهو أن يكون سببًا لنجاح جماعة إرهابية ضالة مبتدعة، نجاح جماعةٍ خارجية مبتدعةٍ ضالة كالإخوان المسلمين، أو جماعةٍ ضالةٍ مبتدعةٍ كجماعة التبليغ، وهذا بالمناسبة يدل على أن الجفري داعية إرهابٍ وخروج؛ لأنه يمجّد هذه الجماعات الخارجية كجماعة الإخوان المسلمين.
فالمقصود من هذا: أن الرجل غالٍ في التصوف، وعنده من الدعوة الشديدة إلى التصوف، وكل هذا مثبَتٌ موجود في اليوتيوب.
ثم أخيرًا تعجب غاية العجب مع شدة ضلال هذا الجفري!! كيف يُصِرّ الإخوان المسلمون وأذنابهم من الحركيين أن يمدوا يد الإخاء والمحبة لمثل الجفري.
ومن ذلك أن الدكتور محمد العريفي كتب تغريداتٍ يذكر فيها محبته للجفري، ويعاتبه أنه يريد أن يذهب إلى المسجد الأقصى ويصلي فيه، ولا يزال المسجد -طهره الله- تحت حكم اليهود، فيعاتبه على ذلك.
فيقال: يا سبحان الله! لو كنت يا محمد عريفي ذا دينٍ وغيرةٍ وبصيرة لعاتبته على شركه الذي هو أشد وأطم من هذا وغيره، بل لا يقارن هذا بشركه ولا بدعوته إلى الشرك، فكيف تدعي له الإخاء والمحبة والدعاء؟ وتزعم أنك تدعو له. إلى غير ذلك؛ وإنما تعاتبه على مثل هذا! وتسكت عن الموبقات العظيمة، وهو دعوته إلى الشرك في توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية.
ومثل ذلك سلمان العودة أُجري معه لقاء قبل سنواتٍ في السودان وأشاد بالجفري وبدعوته، وهذا أيضًا عجيبٌ للغاية ويدل على فساد العودة، وذلك كيف أنه يثني على الجفري داعية الشرك والتصوف في بلدٍ شاع فيها الشرك والتصوف كبلاد السودان – طهرها الله من كل سوء-؟!
هذا يدل على أن الحركيين كالعودة والعريفي ليسوا أصحاب غَيرةٍ على التوحيد.
ومثل ذلك محمد حسان، فقد أشاد الجفري بأخلاق الحركيين الذي يزعمهم من التيار السلفي، وهم من أبعد ما يكونون عن ذلك، وضرب مثلًا بالعودة ومحمد حسان وآخرين.
وقال: إن محمد الحسان زارني في الفندق، وذكر أشياء من هذا، وهذا كله موثق وموجود في اليوتيوب.
وهذا من ضلال محمد حسان، فلم يكتفِ محمد حسان بأن يعيب على الدعاة أن يدعوا إلى التوحيد، ويأمرهم ألا يدعوا إلى التوحيد، وأيضًا لم يكتفِ بتمييع الخلاف بين أهل السنة والرافضة؛ حيث إنه قال: لو جمعنا الخلاف بيننا وبينهم لوجدناه شيئًا قليلًا، يمكن أن يجمع في بوتقة، أو كلامًا نحو هذا.
فهوّن من الدعوة إلى التوحيد، وهوَّن من الخلاف بين أهل السنة والرافضة، ثم بعد ذلك زاد الأمر سوءً بأن زار مثل هذا الصوفي، داعية الشرك والضلالة الحبيب الجفري.
مع أنني أنبّه على شيءٍ، أشرت إليه، أن الجفري ليس يتبنى الشرك فحسب؛ بل هو داعيةٌ إلى ذلك، ومجتهدٌ في الدعوة إلى هذه الضلالة – عافاني الله وإياكم-، فهو مُصِرٌّ على دعوته لهذا الباطل وتبنيه، -عافاني الله وإياكم-.
وقد سمعت شيخنا العلامة صالح الفوزان يكفّره بعينه لدعوته للشرك وتبنيه للشرك، ومثله لا يجهل مثل هذه الأمور.
أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى، وأن يعيننا وإياكم على طاعته، وجزاكم الله خيرًا.