ما الفرق بين كتاب “الفتوى الحموية” وكتاب “التدمرية” لشيخ الإسلام ابن تيمية؟
يقال: إن هذين الكتابين في الرد على الأشاعرة، وهما كتابان قويان في تقرير الرد على الأشاعرة، وهو المراد من تأليف هذين الكتابين.
وتتميز “الفتوى الحموية” بأشياء كثيرة، منها:
بيان أن تأويلات الأشاعرة الموجودة بين أيديهم الآن هي تأويلات بِشْر المِرِّيسي التي أنكرها السلف.
وبيان أن طريقة الأشاعرة في التأويل هي خلاف طريقة السلف، وأن كثيرًا من الخلف أنكرها.
ونقل نقولات عن ابن خفيف وغيره في إنكار بعض التأويلات التي تبناها الأشاعرة.
ومما بيَّن في هذا الكتاب، وصدَّر به الكتاب، هو أن مذهب السلف أسلم وأعلم وأحكم، وهذا بخلاف ما يقرر الأشاعرة من أن مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أعلم، إلى غير ذلك.
فإذن؛ هدف هذا الكتاب بيان أن التأويل على خلاف طريقة السلف، وأن طريقة الأشاعرة على خلاف طريقة السلف، وأن التأويلات التي أتى بها الأشاعرة، قد أنكر بعضها جمع من المتأخرين، ونقل ابن تيمية نقولات طويلة؛ لبيان مثل هذا.
أما “التدمرية”، فهي تتعلق بأسماء الله وصفاته، وبالقدر.
وكلاهما رد على الأشاعرة؛ لأن الأشاعرة في القدر جبرية، وفي صفات الله مؤولة، وقد رد على تأويل الأشاعرة ردودًا قوية للغاية، وبيَّن قواعد نفيسة، ومنها:
أن الكلام في الصفات كالكلام في الذات.
وأن الكلام في بعض الصفات كالكلام في بقية الصفات .
وبيَّن خطأ دليلهم العقلي في حصر الصفات التي تُثبَت لله في سبع، إلى غير ذلك مما في هذا الكتاب.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يوفقنا بالدين، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يحيينا على الدين والسنة، ويميتنا على ذلك، وجزاكم الله خيرًا.