ما حكم السفر إلى بلاد الكفر للعمل، أو اللجوء إليهم بحكم الحروب والفوضى في بعض البلدان العربية … الخ
يقال جوابًا على هذا السؤال: السفر إلى بلاد الكفر لمن لم يستطع إظهار دينه محرمٌ بالكتاب والسنة والإجماع، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فيها﴾ [النساء:97].
أما الإجماع فقد حكاه ابن كثيرٍ في تفسيره، والعيني في شرحه على البخاري.
ومفهوم المخالفة من الآية لما قال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ﴾ [النساء:97] أن غير المستضعف ليست الإقامة في بلاد الكفار محرمةً عليه، وهذا صحيح لكن قد تكره، وقد تستحب، وقد تباح بحسب ما يحتف بها.
فإذن من استطاع أن يُظهِر دينه؛ فإن إقامته في بلاد الكفار ليست محرمة، لكن ينبغي أن يتنبه إلى أن ما جرى من بعض بلاد الكفر من إيوائها لبعض المسلمين المستضعفين السوريين أن هذا أمر خطير، وأن وراءه ما وراءه، فيجب على المسلمين أن يكونوا حذرين، وأن لا يقدِّموا الشهوات الدنيوية على دينهم.
على أنه اليوم بلغني من بعض إخواننا بألمانيا: أن السوريين في حالة مأساة في ألمانيا، لا في معيشتهم ولا في غيرها؛ فلذا ينبغي للمسلم أن يكون حذرًا، وليعلم أن الكفار إذا آووه فإنهم لم يفعلوا ذلك رغبةً ومحبة للمسلمين بل لأهداف، إما دينية أو غير ذلك.
أسأل الله أن يجنب المسلمين الفتن وأن ينتقم ممن كان سببًا لهذه الثورات التي أفسدت العباد والبلاد، وشرَّدت المسلمين، وكانت سببًا لانتهاك أعراضهم، وفوات أمنهم.