ما حكم الصلاة منفردًا خلف الصف ؟
يقال في الجواب على هذا: إن صلاة المنفرد خلف الصف لا تصح على أصح قولي أهل العلم، وقد ذهب إلى هذا الحسن البصري –رحمه الله تعالى- والإمام أحمد، وإسحاق بن راهويه، وابن المنذر.
ويدل لذلك ما ثبت عند أحمد وابن ماجه من حديث علي بن شيبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمنفردٍ خلف الصف».
وثبت عند أحمد وأبي داوود والترمذي من حديث وابصة رضي الله عنه:أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يصلي خلف الصف وحده، فأمره النبي أن يعيد الصلاة.
وكلا الحديثين صحيحان، وقد صحَّحهما الإمام أحمد، والإمام إسحاق بن راهويه –رحمهم الله تعالى-.
فإذا تبين أن الحديث صحيح، فإذن من صلى خلف الصف وحده فإن صلاته لا تصح على ظاهر هذين الحديثين، لكن لو جاء إلى المسجد، ووجد الصف قد اكتمل بحيث إنه لا يجد مكانًا يدخل فيه، فيصف معهم في الصف، فمثل هذا على أصح أحد القولين وهو أحد القولين عند الحنابلة، أنه يصلي خلف الصف وحده، وإلى هذا ذهب الحسن البصري، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، والشيخ عبد الرحمن السعدي، وشيخنا الشيخ ابن عثيمين–رحمهم الله تعالى- للقاعدة الشرعية المعروفة: أنه لا واجب مع العجز.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يفقِّهنا في الدين، وأن يعلِّمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علَّمنا، وجزاكم الله خيرًا.