ما حكم شراء صاحب هذا المنزل، صك مرهون عند صندوق التنمية العقارية، وبقي عليه من الأقساط قرابة (250) ألف لم يسدِّدها بعد.
قبل جواب هذا السؤال أحب أن أصوِّر السؤال؛ لأن بعض السامعين قد لا يفهمون المراد من السؤال، عندنا في السعودية تُعطِى الدولة -جزاها الله خيرًا- الشعب قرضًا إعانة لهم على البناء، مما يسمَّى بصندوق التنمية العقارية، ثم بعد ذلك يردّه من أخذه بأقساط زهيدة في كُلِّ سنة إلى آخر ذلك، وصَكُّ البيت يكون مرهونًا عند التنمية العقارية، فيسأل السائل: هل للرجل الذي أخذ قرضًا من صندوق التنمية العقارية أن يبيع بيته، وبيته لا يزال مرهونًا؟
يقال: قد ذكر الفقهاء أنه لا يصح للراهن أن يبيع الرهن؛ لأن الرهن مشغول بذمة المرتهن، أي: الذي طلب الرهن، ذكر هذا الحنابلة وغيرهم، لكن إذا أذن المرتهن للراهن أن يبيع ما رهنه فإن البيع يصح، ومن ذلك ما يتعلق بالدَّين الذي يؤخذ من صندوق التنمية العقارية، فإن صندوق التنمية العقارية لا يمانعون أن يبيع أحدٌ بيتًا، والبيت مرهون عندهم، ولهم شروط في ذلك.
فإذا كان كذلك فإن مثل هذا يجوز، لكن تُتَّبع الشروط المذكورة؛ لأن ما عقد بين الراهن والتنمية العقارية هي عقود، ونحن مأمورون بالإيفاء بالعقود: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ۚ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ﴾ [المائدة:1].
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يعلِّمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علَّمنا، وجزاكم الله خيرًا.