اليوم داعش ومن على شاكلتها يُكفِّرون حكام آل سعود، وسمعت أحدهم يقول: إن سبب تكفيرهم هو عدم تطبيق شرع الله، ثم استدل بقوله تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة:44]، وقال: من الأدلة على عدم تطبيق شرع الله بشكلٍ كامل هو وجود البنوك الربوية.
يُقال جوابًا على هذا السؤال: إن التكفير أمرٌ خطير، وهو حقٌ لله ورسوله –صلى الله عليه وسلم–وليس للعواطف مدخلٌ فيها، وإن التكفير بالحكم بغير ما أنزل الله هي طريقة الخوارج، وبهذه الآيات وأمثالها استدل الخوارج على علي –رضي الله عنه– وكفَّروا أمير المؤمنين، أفضل رجل في زمانه، وهو علي بن أبي طالب –رضي الله عنه وأرضاه–، فهذه الآية غلا فيها الخوارج من وقت عليٍ وما بعد ذلك، وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية كما في كتابه “منهاج السنة”، فلذلك لا يُستغرب أن يوجد من خوارج اليوم من يُكفِّر ولاتنا وولاة التوحيد والسنة بمثل هذا.
أما الربا فهو لا يُقر سواءٌ كان في الدولة السعودية أو غيرها، لكن المعاصي شيء، والتكفير شيءٌ آخر، فلو وُجد رجلٌ يُرابي لا يُقال: إنه كافرٌ؛ لأنه مرابٍ، بل يُقال إنه آثم، والإثم شيءٌ، والتكفير شيءٌ آخر، فالربا حرام، وهو كبيرة من كبائر الذنوب، ولا يُقر في أي مكان، ولا من أي شخصٍ لكن التكفير به هي طريقة الخوارج، و مثل هذا محرم ولا يجوز.
وإني أنصح أخانا وغيره أن يعرف أن للدولة السعودية قدرها ومكانتها وريادتها، وأنها دولةٌ قائمة على التوحيد والسنة، قامت على دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله تعالى– ولا يزال ولاتها إلى اليوم يفتخرون بهذا، ويذودون عن هذه الدعوة ويدافعون عنها، وكلمات خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز –حفظه الله تعالى– كثيرةٌ للغاية في هذا، بل من الكلمات العظيمة، أنه يقول: أتحدى أن يأتي أحدٌ ولو بشيءٍ واحد في دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب يُخالف كتاب الله وسنة رسوله –صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم–.
فالمقصود أني أنصح المنصفين، والذين يخافون الله –سبحانه– أن يعرفوا لهذه الدولة السعودية قدرها من نصرة التوحيد والسنة، وقيامها بدين الله، والخطأ وارد من الدولة ومن كل أحد.
أسأل الله أن يعاملنا وإياكم برحمته، وأن يُعيذنا وإياكم من الفتن؛ إنه الرحمن الرحيم