يقول السائل: ما صحة حديث: «أفضل الصلوات صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة»؟
يُقال جوابًا عن هذا السؤال: هذا الحديث قد جاء مرفوعًا وموقوفًا، وصحح الإمام الدار قطني رحمه الله تعالى وقفه، وأنه من كلام عبد الله بن عمر رضي الله عنه، لا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الصواب، أنه موقوف كما ذكره الدار قطني، وذكره أبو نعيم في كتابه “الحلية”.
ثم هذا الموقوف الأظهر – والله أعلم- لا يصح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه؛ لأنه من طريق الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، والوليد بن عبد الرحمن لم أر ما يُثبِت سماعه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، لاسيما وهو من الطبقة الرابعة في تصنيف الحافظ بن حجر.
والطبقة الرابعة أكثر روايتهم عن التابعين، وهذا هو واقع الوليد، فإن أكثر رواياته عن التابعين، ولم أر له رواية تدل على سماعه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، لذا الأظهر – والله أعلم- أنه لا يصح لا مرفوعًا، ولا موقوفًا.
ومن المعلوم أن قول علماء الحديث: أن الصواب وقفه، أو أنه يصح موقوفًا لا مرفوعًا، هذا لا يعني أن الطريق إلى الموقوف صحيح، وثابت، كما بين ذلك الحافظ ابن حجر في كتابه ” النكت على مقدمة ابن الصلاح”، وبينه غيره.
وأن المراد أن هذا الطريق هو الصواب وليس خطأ، بخلاف الطريق الآخر وهو الرفع، ثم بعد ذلك يدرس هذا الطريق، هل هو ثابت عمن أوقف عليه كعبد الله بن عمر في هذا الحديث والأثر، أم ليس ثابتًا؟ وتقدم الجواب أنه – والله أعلم- أنه لا يثبت عنه، والله أعلم.