ما صحة حديث ” عشر تمنع عشراً؛ سورة الفاتحة تمنع غضب الله، سورة يس تمنع عطش يوم القيامة، وسورة الواقعة تمنع الفقر …إلخ”
يقال جواباً على هذا السؤال: أن هذا الحديث كثر تناقله هذه الأيام عبر وسائل الاتصالات كالواتس وغيره، وهذا حديث موضوع مكذوب، لم يصح عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بل لم يوضع إلا في هذه الأزمان؛ لم يوضع إلا في هذه العصور المتأخرة.
وقد تكلم الإمام ابن القيم –رحمه الله تعالى- في كتابه “المنار المنيف” في بيان الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي وضعت عن النبي –صلى الله عليه وسلم-، ومنها: فضائل كل سورة، وذكر السور التي ورد بها الفضل، ثم ذكر ما عاداها لا يصح منها مثل ما يقال فضل سورة كذا وكذا …إلخ.
فهذا الحديث لا يصح عن النبي –صلى الله عليه وسلم- ، بل هو موضوع، وهو كذب وقد أحدث في هذه العصور المتأخرة.
فالواجب أن نتقي الله، وألّا نتناقله، فإن تناقل مثل هذا تعاون على الإثم والعدوان، والله تعالى يقول: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾[المائدة: 2]
والعجيب! أن هذا الحديث وأمثاله إذا تُنوقِل يُكتب في آخر الرسالة في الواتس: من نقل هذا فله أجر كذا وكذا، بل سمعت أحدهم في مقطع صوتي يذكر هذا الحديث، ويحث الناس على تناقله، وهذا من الكذب، ومن الفعل الذي لا يجوز.
ولا أستبعد – وأرجو أن ننتبه إلى هذا- لا أستبعد أن يكون وراء ذلك رافضة أو صوفية أو نصارى أعداء للدين يريدون إضلال الناس، فلذلك كونوا حذرين لئلا تقعوا في أمثال هذه الأمور، ولا تتناقلوا شيئا يسيء إليكم سواء استحلفكم صاحبه أم لم يستحلفكم، لا تنقلوا شيئا من دين الله إلا بعد التأكد والتثبت من أنه حق سواء كان في أحاديث تتناقل أو أحكام فقهية، لا تُستَغَلُّ من حيث لا تدري.
وأيضا مما لا يستبعد أن يكون الواضع لهذا الحديث رجلا جاهلا يريد حث الناس على دين الله.
وهذا قد فعله أهل الجهل قديما، ووضعوا أحاديث كذباً على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ليحثوا الناس على دين الله وكأن الذي جاء في الكتاب والسنة ليس كافيًا لحث الناس على دين الله؛ وهذا مثل فعل جماعة التبليغ؛ فإنهم يكذبون في إيراد كثيرٍ من القصص، فإذا أنكر عليهم، قالوا: نحن نكذب لأجل تشجيع الناس على الدين.
وهذا كله محرم، ودين الله فيه غنية وكفاية، ولو كان في الكذب خير لجوزته الشريعة ودعت إليه.