ما ضابط التفريق بين الشرك الأكبر, والشرك الأصغر؟
يقال: الشرك الأكبر: كل ما ثبت بالشرع أنه شرك, ولم يوجد دليل يصرفه من الأكبر إلى لأصغر, وهو تسوية غير الله بالله في شيء من خصائص الله، هذا هو الشرك الأكبر.
وقد أشار لهذا التعريف نصا, أو معنًى جمع من أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في مواضع كثيرة, وابن القيم –رحمه الله تعالى- في كتاب “مدارج السالكين” وغيره من أئمة الدعوة كالشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن, والشيخ عبد الرحمن بن حسن في رده المطول على داود بن جرجيس، وغيرهم من أهل العلم.
ويدل لذلك قول الله عز وجل: ﴿ تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾[الشعراء:97- 98] وقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ [الأنعام:1]
فمن دعا غير الله, فقد وقع في الشرك الأكبر, ومن ذبح لغير الله وقع في الشرك الأكبر, ومن اعتقد أن أحدا يتصرف في الكون فقد وقع في الشرك الأكبر؛ لأن هذه الأمور كلها خاصة بالله سبحانه وتعالى.
وليس الشرك الأكبر محصورا في الاعتقاد, بل قد يكون بالفعل كالسجود لغير الله.
وقد يكون بالقول كأن يقول قائل: -مثلا- إن الله ثالث ثلاثة.
وقد يكون بالاعتقاد, كاعتقاد أن أحدًا يعلم الغيب غير الله سبحانه.
أما الشرك الأصغر: فهو ما أطلقت الشريعة عليه شركا، ودلت الأدلة على أنه ليس الشرك الأكبر, أو ما كان في معناه، كالحلف بغير الله، وكاتخاذ الشيء سببًا, ولم تثبت سببيته لا بالشرع ولا بالتجربة الظاهرة المباشرة, وهكذا.
فمثل هذا يكون شركًا أصغر, كلبس التمائم, لما ثبت عند أحمد من حديث عقبة بن عامر: ((من تعلق تميمة فقد أشرك)).
أو كالحلف بغير الله, كما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم قال-:((إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم, فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت)) وهكذا.
ثم الشرك الأصغر على ما تقدم يعرف أنه ليس كالشرك الأكبر؛ لأن الشرك الأكبر يحبط العمل، ويحرم الجنة على صاحبه،
كما قال تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾[المائدة:72] إلى غير ذلك…
وانظر للفائدة الجواب رقم: (857-1) و (370-1)