يقول السائل: من استغاث بالأموات في اعتقاده أن الله أمر عباده بذلك، فما حكمه؟
الجواب:
الاستغاثة بالأموات شرك أكبر مُحبط للعمل، كما قال تعالى: ﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65] وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48] والاستغاثة دعاء، والدعاء عبادة، فصرف العبادة لغير الله شرك، كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المؤمنون: 117].
لكن من وقع في هذا المُكفِّر أو غيره من المُكفِّرات لا يُكفَّر عينًا إلا بعد توافر الشروط وانتفاء الموانع، كما دلَّت الأدلة على ذلك، وقد بسط هذا وقرره في مواضع كثيرة شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- وتلميذه ابن القيم، وغيرهم من علماء الإسلام، وهو أصح القولين في هذه المسألة، وفي المسألة قولان معتبران عند أهل السنة، وهو الأصح -والله أعلم-.