من هم أهل بيت النبي ﷺ ؟
الجواب:
إن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، هم على الصحيح: مَنْ تحرُم عليهم الصَدَقةُ، كما أخرج مسلم عن ربيعة بن الحارث رضي الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال: «إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد، إنما هي أوساخ الناس».
وفي رواية: ((إنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد)).
فإذًا، أهل بيت النبي ﷺ هُم: مَن تحرم عليهم الصدقة، وهؤلاء هم كالتالي:
هم أهل عقيل، وأهل علي، وأهل عباس، وأهل جعفر، ثبت هذا في صحيح مسلم عن زيد بن الأرقم أنه ذكر: أن آل البيت هم هؤلاء الأربعة، وثبت في مسلم أن الحارث بن عبد المطلب طلب من النبي ﷺ أن يجعله على الصدقة ليصيب منها، فبيَّن أن الصدقة تحرم عليهم، أي على بيت النبيﷺ.
فدلَّ هذا على أن الحارث بن عبد المطلب تحرم عليهم الصدقة؛ أي آل الحارث ابن عبد المطلب.
فإذًا هؤلاء خمسة.
وأيضًا ممن تحرم عليهم الصدقة؛ أزواج النبيﷺ، ويدلُّ لذلك دليلان :-
أن الله لمَّا ذكرهم في سورة الأحزاب، قال بعد ذلك:﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [الأحزاب:33] دلَّ على أن أزواجه داخلون في أهل بيته.
والدليل الثاني ما ثبت عن عائشة عند ابن أبي شيبة :أنها ذكرت أن الصدقة لا تحل لها.
فدل هذا على أن أزواج النبيﷺ لا تحل لهن الصدقة.
وأيضًا بناته، كذلك أنهن من آله ﷺ باللفظ، فهن بناته.
ويدل لذلك أيضًا ما ثبت في صحيح مسلم: ((خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ، مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ، فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ، ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا، ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [الأحزاب:33] ومن هؤلاء “فاطمة” وهي بنته.
وأيضًا ممن هم من آله ﷺ هو: مولى ما تقدم ذكره مولى أزواجه، وآل عقيل، وآل علي، وآل عباس، وآل جعفر وآل ابن عبد المطلب، ومولى بناته، وزوجاته.
ويدل لذلك ما ثبت عند الخمسة إلا ابن ماجة، أن أبا رافع كان يريد أن يقوم على الصدقة ليصيب منها، فسأل النبي ﷺ، فقال: ((مولى القوم من أنفسهم، وإنها لا تحل لنا الصدقة)).
فإذًا يتبين بهذا أن ما تقدم ذكره من آل عقيل، وآل علي، وآل عباس، وآل جعفر، وآل الحارث بن عبد المطلب هؤلاء الخمسة لا تحل لهم الصدقة، وهم من أهل بيته.
وعلى هذه المذاهب الأربعة.
وأيضًا أزواجه من أهل بيته لما تقدم من أثر عائشة، وهذا قول أحمد في رواية.
وأيضًا مولى من تقدم ذكره من أهل بيته، كما ثبت ذكره في حديث أبي نافع، وهذا قول أحمد أيضًا في رواية.
فإن قيل: لِمَ لا يكون بنو المطلب أيضًا من أهل بيته ﷺ ؟ لما ثبت في البخاري أن جبير بن مطعم قال: ((مشيت أنا، وعثمان ابن عفان إلى النبي ﷺ فقلنا: يا رسول الله أعطيت بني المطلب من خُمسِ خيبر وتركتنا، ونحن وهم بمنزلة واحدة؟ فقال النبي ﷺ : إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد)).
فإن قيل: لِمَ لا يكون بنو المطلب من أهل بيته في هذا الحديث؟ والمراد بالمطلب هنا هو: أخو هاشم، ولا يراد به أبو طالب، الذي هو والد علي رضي الله عنه، ولا جده الذي هو عبد المطلب، وإنما المراد به المطَّلب أخو بني هاشم، أما والد العباس، وآل جعفر فهو مطّلب ابنٌ لهاشم، فالمقصود؛ أن النبي ﷺ بيَّن في هذا الحديث أن المطلب أخ هاشم، أبناؤه وأبناء هاشم شيء واحد.
فإذا قيل: لمَ لا يكون بنو المطلب كبني هاشم؟ كما هو قول الشافعي .
فيقال والله أعلم: أن النبي ﷺ ذكر أنهما شيء واحد، أي: أن يعطوا من الخمس، لا مطلقًا، كما يدل عليه سياق الحديث.
وبهذا يتبين أن بني المطلب ليسوا من أهل بيت النبي ﷺ
ولاسيما أنّ الأصل أنهم ليسوا من أهل بيته، فلا يصح لأحد أن يدخله في أهل بيته إلا بدليل بين واضح، والدليل الذي سبق ذكره محتمِل -والله أعلم.