هل إطلاق القول على الحزبيّين بأنهم أعداءٌ للتوحيد يُعَدُّ تكفيرًا لهم؟ وما حكم ذلك ؟
يقال: إن من المعلوم أن الحزبيين أهل بدع، ومعنى كلمة حزبيين: أي: الذين يتحزبون على غير شرع الله، ولما سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن حديث الافتراق، فذكر في جوابهِ تمثيلًا لمن يدخل في حديث الافتراق المذموم، قال: ((هو من يوالى ويعادى على غير شرع الله)).
فإذن من والى وعادى على غير شرع الله كفعل الحزبيين، فإنهم يكونون أهل بدع ومبتدعين، ويكونون من ضمن الفرق المذمومة، سواء كانوا أفرادًا أو جماعات.
فإذا تبين أنهم أهل بدع بهِذا الاعتبار، وتبين سبب تبدعيهم، فإذن يصح أن يوصف أهل البدع بأنهم أعداء الله، وقد فعل هذا السلف.
فقد ذكر اللالكائي في “شرح أصول السنة” عن منصور بن معتمر أنه قال:(( أعداء الله المرجئة والرافضة)).
والمرجئة في إطلاق السلف يراد بهِم: مرجئة الفقهاء، وقد ذكر شيخ الإسلام كما في “مجموع الفتاوى” أن مرجئة الفقهاء ليسوا كفارًا، وأنه لا يعلم أحدًا من السلف يكفرهم.
فإذن منصور بن معتمر أطلق على المرجئة، والمراد بهِم عند الإطلاق –أي: مرجئة الفقهاء: أنهم أعداء الله مع أنهم ليسوا كفارًا، وإنما هم أهل بدع.
وأُذكِّر وأُنبّهِ على أن الحزبيين مع كونهم مبتدعة إلا أنهم مسلمون وليسوا كفارًا، ولكنهم على ضلالة.
أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى، وأن يعيننا وإياكم على طاعته، وجزاكم الله خيرًا.