يقول السائل: هل مضاعفة الحسنات تمحو السيئات؟ أي: الحسنة الواحدة بعشر أمثالها، فهل تمحو عشر سيئات؟ أم تمحو سيئة واحدة؟ وهل أنها تمحو عشر سيئات هو اختيار ابن حجر العسقلاني؟ وكذلك هل يصح أن نقول من قال: “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر” فله أربعون حسنة، وتمحو عنه أربعين سيئة؟
يقال جوابًا على هذا السؤال: إن الحسنة تمحو السيئة، وكذلك الحسنة في الشرع تُضَاعَفُ، كما في حديث ابن عباس في الصحيحين، قال النبي –صلى الله عليه وسلم–: «فإن عملها»، أي الحسنة«كُتِبت له عشر حسنات، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة»؛ فإذن الحسنة تضاعف.
ثم مما ذكره ابن رجب في كتابه “جامع العلوم والحكم”، وابن حجر –رحمه الله تعالى– في”شرحه على البخاري” أن الحسنات المضاعفة أيضًا تكفِّر السيئات، ذكر هذا ابن حجر –رحمه الله تعالى– عند شرحه لحديث ابن مسعود لما قال للنبي –صلى الله عليه وسلم–: «إِنَّكَ تُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، قَالَ: “أَجَلْ ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ الرَّجُلانِ مِنْكُمْ”، قَالَ: قُلْتُ: وَذَاكَ لأَنَّ لَكَ الأَجْرَ مَرَّتَيْنِ؟ قَالَ: “نَعَمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، مَرَضٌ فَمَا سِوَاهُ ،إِلا حَطَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ خَطَايَاهُ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا»، فعند شرحه هذا الحديث، قال ذكر الحافظ بن حجر –رحمه الله تعالى– أن الحسنات المضعَّفة بحسنة تكفر أيضًا، فإذن السيئات تكفر بمقدار المضاعفة.
أما قوله: هل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لها أربعون حسنة؟
يقال: الله أعلم؛ لأن الله ذكر في الحديث القدسي، لما ذكر النبي صلى الله ليه وسلم: «إن الله بيَّن الحسنات والسيئات»، إلى آخر الحديث، وفيه: أن ((من عمل بحسنة فهي بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة)).
فالمرجو بفضل الله أن يكون أجرها أكثر من ذلك.
فالله الله يا أمة محمد، فلنجتهد في المسابقة على الطاعات، ونتذكر عظيم الأجر من الله، وأن الحسنة تضاعف إلى عشرة أضعاف، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، وهذا من فضل الله وكرمه على أمة محمد –صلى الله عليه وسلم–.