يقول السائل: هل نستطيع القول: بأن أفضل الصلوات الخمس صلاة الفجر لقول النبي صلى الله عليه وسلم عن سنة الفجر: « خير من الدنيا وما فيها»؟
يُقال جوابًا عن هذا السؤال: أن أفضل الصلوات الخمس هي الصلاة الوسطى، وهذا بدلالة النص والإجماع.
أما النص فقال الله -عز وجل-: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة:238].
فخص الصلاة الوسطى بالمحافظة، فدل على أنها أفضل الصلوات الخمس، وقد حكى النووي رحمه الله تعالى إجماع العلماء على أن أفضل الصلوات هي الصلاة الوسطى؛ وعلى أصح أقوال أهل العلم، الصلاة الوسطى هي صلاة العصر؛ لِما ثبت في الصحيحين من حديث علي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «شغلونا عن صلاة العصر الصلاة الوسطى» فوصفها بأنها الصلاة الوسطى، وإلى هذا ذهب أبو حنيفة، وأحمد، فلذلك؛ أفضل الصلوات الخمس هي الصلاة الوسطى.
أما أن يكون فضل ركعتي الفجر أنها خير من الدنيا وما فيها، فبمقتضى هذا أن تكون أفضل الصلوات الخمس هي صلاة الفجر، فيقال ليس هذا لازمًا، والشريعة إذا ذكرت فضل عملٍ ولم تذكر فضل العمل الآخر، فلا يلزم من هذا أن يكون العمل الذي لم يُذكَر فضله أن يكون أقل فضلًا مما ذكر فضله.
وفي المقابل لا يلزم ما ذكره فضله أن يكون أفضل مما لم يُذكَر فضله، فركعتا الفجر الراتبة ذكر هذا الفضل العظيم فيها، ومع ذلك هي أقل فضلًا من فريضة الفجر، وذلك أن الفرائض أفضل من النوافل؛ لما ثبت في “البخاري” من حديث أبي هريرة، قال الله -عز وجل-، «ما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه» الحديث.
فإذًا، ذكر الفضل لا يدل على الأفضلية.