يقول السائل: يتناقل بعض الناس فتوى شخص بأن حفظ ثلاث سور تُقوي الذاكرة، وهي سورة الرحمن والقمر والمرسلات، فهل ورد في ذلك شيء؟
الجواب:
لم يثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك حديث، لذا اعتقاد مثل هذا لا يصح فلا يجوز لأحد أن يعتقد شيئًا في كتاب الله لم يثبت به الدليل، بل اعتقاد مثله من البدع، والبدع كلها مذمومة ومحرمة في الشريعة، بل هي أعظم إثمًا وأكبر جرمًا من الكبائر بإجماع أهل العلم كما حكى الإجماع شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-.
وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «وكل بدعة ضلالة»، وفي زيادة عند النسائي: «وكل ضلالة في النار»، فلتُحذر هذه البدع وليُحذر الناس منها.
وتقوية الحفظ له أسباب معنوية وحسية، ومن الأسباب الحسية: كثرة المراجعة، وأكل الزبيب كما كان يأكله الزهري، إلى غير ذلك.
ومن الأسباب المعنوية: ترك الذنوب والمعاصي، فإن كل بلاء بسبب الذنوب والمعاصي، أسأل الله أن يُعيذنا مما يُغضبه سبحانه وتعالى، كما قال الشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي * فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال: اعلم بأن العلم نورٌ * ونور الله لا يُؤتاه عاصي
أسأل الله أن يعاملنا برحمته وهو أرحم الراحمين.