يقول السائل: هل يجوز أن يتهجد المرء بعد التراويح في الثلث الأخير من الليل؟ أو وحده في المنزل؟
يقال جوابًا عن هذا السؤال: نعم يجوز، بل يُستَحَب، كلما أحيا أكبر قدر ممكن من الليل فهو أفضل، فإن صلاة الليل عبادة، وقد امتدح الله النبي -صلى الله عليه وسلم- بقيام الليل: { إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ} [المزمل:20]، الآية.
فمثل هذا مستحب، وهو زيادة خير، ولو كان أوتر قبله فإنه لا يضرُّه أن يصلي بعد ذلك، كما ثبت عن صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد تقدَّم تفصيل هذا الأمر في إجابة سابقة، وأنه مخيَّر بأنه ينقض وتره، أي: أن يبدأ صلاته الزائدة في آخر الليل بوتر، ثم يسلِّم، ثم يصلي ما شاء الله.
فإنه لما ابتدأ بالوتر، وإذا ضُمَّت الوتر إلى التي صلّاها في المسجد، تصبح شفعًا، ويسميه العلماء بنقض الوتر، ثم يصلي ما شاء، ثم يشفع بوتر.
أو أن يصلي ما شاء الله مباشرة.
كلاهما جائزان، كما ذهب إلى ذلك أحمد في رواية، وهو مذهب عثمان بن عفان-رضي الله عنه- وظاهر قول عبد الله بن عباس-رضي الله عنه وأرضاه-