يقول السائل: هل يجوز قراءة سورة الجمعة في ليلة الجمعة إما المغرب أو العشاء أو من يُداوم عليها؟
الجواب:
إن من المتقرر شرعًا أن تخصيص عبادة بلا مُخصص شرعي من البدع المحرمة، فمن خصص صلاةً أو ذكرًا أو قراءةً للقرآن أو غير ذلك بغير مُخصص شرعي، كأن يُخصصه بسبب أو زمان أو مكان أو غير ذلك، فمن فعل ذلك وقع في البدعة.
كما قرر هذا أئمة السنة، وكلام الصحابة والتابعين وأتباعهم كثير في مثل هذا تطبيقًا، ثم كلام العلماء تأصيلًا كثير في كتبهم، ككتاب أبي شامة (الباعث على إنكار البدع والحوادث)، وكتاب الشاطبي (الاعتصام)، وكتاب (الاقتضاء) لشيخ الإسلام ابن تيمية، وله كلام كثير في هذا في (القواعد النورانية) وغيرها من كتبه وفتاواه، وابن القيم في كتابه (أعلام الموقعين) و(زاد المعاد) وغيرها من كتبه، إلى غيرهم من الكلام الكثير لأئمة الإسلام.
فإذا تبيَّن هذا فإن تخصيص ليلة الجمعة سواء في صلاة المغرب أو العشاء بقراءة سورة الجمعة هذا أمرٌ مُنكر وهو خلاف الشريعة، ومثله يحتاج إلى دليل شرعي، وبما أنه لا يوجد دليل فإن تخصيص مثل هذا من البدع، فأدعو نفسي وإخواني أن نحذر البدع كلها.