يقول السائل: هل يجوز للمرأة المسلمة أن تجمع المغرب والعشاء جمع تأخير إذا كانت مشغولة بإرضاع ولدها، وبباقي أشغال البيت؟
يُقال جوابًا عن هذا السؤال: إن الصلاة في وقتها واجب، بل تأخيرها عن وقتها بلا عذر شرعي كبيرة من كبائر الذنوب، قال سبحانه {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء:103].
وقد بينت الشريعة ما يجوِّز الجمع، كالسفر والمطر والمرض وغير ذلك، ولم تجوِّز الشريعة الجمع لمثل هذه الأعذار كأن تكون المرأة مشغولة بإرضاع ولدها وبباقي أشغال بيتها؛ بل لو تركت الصلاة حتى يخرج وقتها لأجل هذه الأمور فإنها تكون قد ارتكبت كبيرة عظيمة، عافاني الله وإياكم.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن من أخر الصلاة حتى يخرج وقتها بلا عذر شرعي فإنه يكون كافرًا، عافاني الله وإياكم.
فمن أخر المغرب إلى أن يخرج وقت العشاء فإنه يكون كافرًا، فالأمر خطير، وليس سهلًا، ويجب أن يقدَّم حق الله على كل حق، وألا يتساهل في أمثال هذه الأمور.
ويجب على هذه المرأة وغيرها أن يعلموا أن الله خلقهم لعبادته: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56].
هذا الأصل، وأن هذه الأشغال وغيرها هي أمور دنيوية، لا تقدَّم على أمر عظيم وأعظم الأركان العملية، وهو الصلاة، فإن الصلاة أعظم الأركان العملية، أما أعظم الأركان من حيث الإطلاق هي الشهادتان والتوحيد.