هل يجوز لمن يعمل في كتابة العدل أن يأخذ شيئًا على أرض قد وجد لها مشتريًا، علمًا أنه ربما يكون أحد طرفي البيع قد تعرف عليه من خلال عمله أو غير ذلك، وفقكم الله ؟
يقال جوابًا على هذا السؤال: المعروف شرعًا، لا يصح لأحد أن يأخذ شيئًا من المال، وهو في عمله أو عن طريق عمله، لما ثبت في صحيح مسلم من حديث عدي الكندي أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من استعملناه منكم على عمل، فكتم لنا مخيطًا فما فوقه، كان غلولًا، يأتي به يوم القيامة» والعياذ بالله، فلذلك هدايا العمال غلول، والذي يأخذه الرجل الذي يعمل في عمله أو عن طريق عمله، هو من الغلول -عافاني الله وإياكم-
وهذا الأمر، يتساهل فيه كثيرون، حتى أنك لترى بعض الناس يعطون العمال الذين يعملون في المحلات الكبيرة مثل بنده أو كارفور، أو غيرها، إذا حمل متاعه الذي اشتراه من هذه المحلات مالًا ، وهذا المال لا يجوز أن يعطى مثل هذا العامل، فإنه داخل في جملة هدايا العمال غلول.
وقد يقول قائل: هذه الصدقة على هذا المسكين؟
يقال: الصدقة عليهم مستحبة، لكن لا تعطه مالًا، وهو في عمله، أو أثناء قيامه بعمله، ومن الممكن أن تتجول في المحل مرة، فتعطيه مالًا، وليس مقابل خدمة، ولا هو يخدمك، أو رأيته في الطريق وأنت تمشي في الطريق فتعطيه مالًا، أما أن تعطيه مالًا أثناء قيامه بعمله معك، فهذه من جملة هدايا العمال غلول.