يقول السائل: هل يُثبِت الأشاعرة عُلوَّ الله بذاته؟
يُقَالُ جوابًا عن هذا السؤال: إن من المعلوم أن العلوَّ أقسام ثلاثة: علو الذات، وعلو القدر ويقال: علو الشأن، وعلو القهر.
أما علو القهر والقدر فالأشاعرة يُثبِتون ذلك بخلاف عُلُوِّ الذات؛ فإن الأشاعرة لا يُثبِتون ذلك، ولا يؤمِنون بأن الله سبحانه فوق السماء مستوٍ على عرشه إلا أنَّ في كلام متقدمي الأشاعرة كأبي الحسن الأشعري ما يُوهِم أنه يُثبِت العلوَّ بخلاف البيهقي والخطابي وابن فورك؛ فإن كلامهم ظاهر في عدم إثبات العلو.
أما كلام أبي الحسن الأشعري وبعض الأشاعرة الأوَّلين، فكلامهم يوهم أنهم يُثبِتون العلو، وليس صريحًا؛ لأنه قد يُحمَل على التفويض، وبالنظر إلى كلام ابن فورك تراه ينسب إثبات العلو على وجه التفويض، والبيهقي في كتاب الأسماء والصفات ذكر كلام أنَّ مفاده أن الأشاعرة قبله لا يُثبِتون علو الذات.
فبالنظر إلى كلام الأشعري وكلام ابن فورك وغيره ولاسيما في كلام البيهقي فيما ينقله عن الأوَّلين يظهر – والله أعلم- أن أبا الحسن الأشعري لا يُثبِت العلو، لاسيما وقد نقل عنه السجزي أنه لا يقول: بأن الله في السماء، ذكره السجزي في كتابه “الرد على من أنكر الحرف والصوت“، وأيضًا ذكر عنه البيهقي في كتاب “الأسماء والصفات“ أن الأشعري إذا قال: إن الله استوى على العرش، يريد أنه خَلَقَ خَلْقًا استوى على العرش، ذكر هذا في كتابه “الأسماء والصفات“.
فلذا الأظهر – والله أعلم- أن أبا الحسن الأشعري لا يُثبِت علو الذات، ولو قيل: أنه يُثبِته فهو قولٌّ قوِيٌّ، قد قرَّره المحققون من أهل العلم.
وعلى كلٍّ الشائع والمعروف عند الأشاعرة اليوم، وهو الذي اشتهر عند المتأخرين أنهم لا يُثبِتون علو الذات، بل يُكفِّرون من يُثبِت علو الذات.