هناك أمر يثار في بلدان غير إسلامية، وهو أنتم يا سلفيون اشتغلتم بأمور تافهة؛ لأنكم تردون على المسلمين مثل جماعة التبليغ والإخوان وغيره من الفرق الإسلام، والأمر خطير؛ لأنكم بين الإسلام والكفر، فكان الواجب أن تتركوا هذه الأشياء الجانبية، وتهتموا بتعليم الكفار حقيقة الإسلام وتعليم المسلمين الحلال والحرام؛ لأن هذه خلافات داخلية، فكيف يجاب على هذه الشبهة؟
يقال: قد سبق وفصلت الجواب على هذا في أحد الأجوبة في القناة بالتليجرام، فأوصي السائل بأن يرجع إليه؛ لأني قد ذكرت تفصيلًا، لعل السائل أن ينتفع به إن شاء الله.
أما ما يتعلق بمثل هذا الكلام فيقال: إن الحَكَم عند التنازع هو الرجوع إلى الكتاب والسنة، وإلى فعل سلف هذه الأمة، لا إلى أذواق الناس، والشريعة جاءت بالرد على الكفار وبتعليمهم، وتعليم المسلمين دين الله، وبالرد على المخالفين المنتسبين للإسلام، فإن المخالفين المنتسبين للإسلام يُغتَر بهم، ويُظَن أن ما دعوا إليه هو الإسلام أكثر مما يدعو إليه الكفار؛ لذلك يجب أن يشتغل بهم أكثر من اشتغالنا بالكفار.
فإذن دين الله شامل في أن يرد على أهل البدع أولًا قيامًا بواجب إن كان منكرًا، وثانيًا لئلا يظن أن فعلهم من الإسلام، وكذلك يُرَد على الكفار، وأيضًا يعلم المسلمون دين الله، ويعلم الكفار دين الله، وهكذا، فإنه بإمكان المسلم أن يجمع بين هذه الأمور كلها.
لكن قول السائل: إنكم اشتغلتم بأمور تافهة.
هذا خطأ؛ فإن الرد على الإخوان المسلمين والتبليغيين ليس في أمور تافهة، بل في موبقات وكبيرات تتعلق بالتوحيد وغير ذلك، لذا الواجب الرد على مثل هؤلاء.
وأظن أن السائل لا يعرف حقيقة الإخوان المسلمين ولا التبليغ، فأوصيه أن يرجع إلى فتاوى علمائنا كالإمام ابن باز، والألباني، وابن عثيمين، والشيخ صالح الفوزان، وغيرهم من علمائنا الذين بيَّنوا ضلال هذه الجماعة ضلالًا عظيمًا في الاعتقاد وغيره، وأن يرجعوا إلى الكتب الموثوقة التي بيَّنت ضلال هذه الجماعة.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.